براند إسلام: تسليع التقوى وتسويقها

إن الغرض من هذا الكتاب هو تقديم تأصيلٍ في مجال الدراسات الثقافية عن المسلمين، وبشكلٍ أكثر تحديدًا، توضيح كيف ولماذا ثمة مدى واسع من السِلَع -يمتد من المنتجات الغذائية إلى ألعاب الأطفال- يُسوَّقُ للمستهلكين المسلمين على أنه «حلال» أو «إسلامي»- وذلك في كلٍ من الغرب وفي الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وقد تكون العديد من تلك المنتجات إسلامية أو حلالًا في الأصل وقد لا تكون كذلك. وغالبية إنتاج تلك البضائع يكون مدفوعًا بالرغبة في التربُّح والانتفاع، واستغلال صحوة النموذج الاقتصادي الإسلامي الجديد، ولا ينشأ بالضرورة بغرض الاعتزاز بالفِكر الديني والممارسة الدينية أو تكريمهما. وغالبًا ما يستخدم المتعَهِّدون والشركات «براند إسلام» باعتبارها أداةً ذكية.

وهناك العديد من الظواهر المُتضمَّنة في النجاح الهائل لـ«براند إسلام» منها مبدأ الهُوية المشتركة الشائع بين المسلمين الذين يعيشون في مجتمعاتٍ مُتنوِّعة ذات أغلبية غير مسلمة. ولا يبحث كل المسلمين عن هذا المعنى من التلازُم أو التبعية للمجتمع، ومع ذلك، فإن أولئك الذين يقصدون تَقْوِیَة روابطهم بالأُمة الإسلامية العالمية يتخِّذون قراراتٍ واعية باختيار أسواق الحلال والابتياع منها.

إن الأفعال البسيطة مثل شراء منتجات تحمل شعار حلال على علبتها من المُمكن أن تكون سببًا للاطمئنان النفسي. وقد يفترض المرء أن مثل تلك الأنماط من الشراء تكون مؤشرًا على التواؤم مع المجتمع الإسلامي الأكبر والارتباط به.