في عصر أكلت فيه الحداثة الأخضر واليابس أضحت السعادة حلمًا بعيد المنال،
فحاولت الحداثة أن تخضع السعادة للمبضع الإمبريقي للعلوم الإنسانية والاجتماعية؛
علها تغرس في نفس الإنسان المعاصر وهمًا بالقدرة على امتلاك السعادة وقياسها
وتثمينها.
يتساءل «اقتصاد السعادة» إن كانت السعادة قابلة للخضوع للقياس، ويطرح
إشكالات منهجية وفلسفية تكبل الإنسان المعاصر عن حيازة السعادة فضلًا عن إخضاعها
لمبضع القياس الإمبريقي، ويتساءل إن كان ثم ما يقاس من آثار ومؤشراتها، فهل هي
سعادة حقًّا أم سراب يتوهمه الإنسان المعاصر حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فغرق في
بحار يأسه وإحباطه من درك فردوس السعادة المفقود.
ثم يكشف عن ظلال من التشاؤم أصابت الفرد الحداثي، وقطعت طمعه في إدراك
الرفاه والعدالة، وعن أسباب هذا التشاؤم ومسوغاته، ويحلل حالة السعادة والتعاسة في
الغرب الأوروبي، وفي فرنسا على وجه الخصوص، ويحلل الإشكالات التي تواجه سؤال
السعادة، واقتصاد السعادة هنالك.