هذا الكتاب
هو الأول من نوعه في حقل الدراسات الرشدية في الغرب، إذ يحمل عنوانه تعبير «رشدية
عصر النهضة»، شاهرًا بذلك مصطلحًا يشير إلى أحد عصور الرشدية، ومميزًا تيار
الرشدية في عصر النهضة عن غيره من التيارات الرشدية التي ظهرت في أوروبا بين
القرنين الثالث عشر والسادس عشر.
والحق أن
الدراسات الأكاديمية حول تيار الرشدية في عصر النهضة قد تزايدت، لكن لم يسبق أن
ظهر كتاب في الغرب مُخَصَّص لرشدية عصر النهضة.
يقدم هذا الكتاب شرحًا محدثًا لاستقبال الفلسفة العربية في أوروبا الحديثة
المبكرة، ويغطي الفترة من عصر النهضة إلى ظهور الدراسات الشرقية، عبر دراسة متعمقة
لكيفية وضع المؤلفين الغربيين لابن رشد والفلسفة العربية في سياق تراثهم الثقافي
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر.
كما يقدم مناقشات مهمة حول الاختلافات بين ابن رشد، الفيلسوف، كما خلَّقَتْه
التقاليد الأوروبية، وابن رشد، عالم الدين والفقيه والفيلسوف في التقاليد
الإسلامية.
والكتاب بذلك يسد نقصًا شديدًا في المكتبة العربية، التي تشهد ندرة في
الدراسات عن أثر فلسفة ابن رشد في أوروبا بوجه عام، ودراسات في رشدية عصر النهضة
بوجه خاص.