لا تزال مسألة الكلي تشغل حيّزًا واسعًا من البحث الفلسفي المعاصر، وتُحرِّك الفكر النظري منذ اللحظة التي نطق فيها أفلاطون بالمُثل، وتبعه أرسطو بالفصل الشهير بين المقولات، وإلى هيغل الذي جعلها محرِّكًا للفكر المطلق في جدله الفلسفي. كانت إشكالية الكلي عبر العصور أكثر من مجرد مسألة منطقية، ويمكن أن نقول حديثًا، إنها صارت ميدانًا تدور فيه معركة المعنى، وظل الكلي موضع التباس دائم بين ما هو واقعي وما هو ذهني، وبين ما هو مفارق ولغوي. ومع تحولات الفلسفة الحديثة، لا سيما في عصر المنعطف اللغوي، أخذت هذه الإشكالية تتجاوز حدودها الكلاسيكية، وتتحول من سؤال عن الماهيات وتحقّقاتها، إلى سؤال حول كيفيات تشكُّل الفهم ذاته..