مقالات

لا تزال مسألة الكلي تشغل حيّزًا واسعًا من البحث الفلسفي المعاصر، وتُحرِّك الفكر النظري منذ اللحظة التي نطق فيها أفلاطون بالمُثل، وتبعه أرسطو بالفصل الشهير بين المقولات، وإلى هيغل الذي جعلها محرِّكًا للفكر المطلق في جدله الفلسفي. كانت إشكالية الكلي عبر العصور أكثر من مجرد مسألة منطقية، ويمكن أن نقول حديثًا، إنها صارت ميدانًا تدور فيه معركة المعنى، وظل الكلي موضع التباس دائم بين ما هو واقعي وما هو ذهني، وبين ما هو مفارق ولغوي. ومع تحولات الفلسفة الحديثة، لا سيما في عصر المنعطف اللغوي، أخذت هذه الإشكالية تتجاوز حدودها الكلاسيكية، وتتحول من سؤال عن الماهيات وتحقّقاتها، إلى سؤال حول كيفيات تشكُّل الفهم ذاته..

إن فهم الجذور الإنجيلية للمثقفين العرب في القرن التاسع عشر مثل صروف ونمر -وانغماسهم في الأفكار التقدمية التي شكلت الخطاب الاجتماعي بعد الألفية عقب ((اليقظة الكبرى الثانية))- يمتد إلى تفسير مفهوم ((اليقظة العربية)) (أو النهضة) نفسها التي عملا على دفعها إلى الأمام (إن لم تكن من ابتكارهما بالفعل)..

لئن نجح إسحاق نيوتنIsaac Newton (1642-1727) في نهاية القرن السابع عشر من نحت حجر البداية لترميم ما يعرف بالنظام الميكانيكي في علم الفيزياء، ذلك النظام الذي لخَّص للجميع كيفية تفكير الفيزيائي والعالِم في تلك الحقبة التي فتحت المجال أمام الفلاسفة لتأويل أهم الأفكار النيوتونية التي مثلت القاعدة الرئيسة للفلسفة الميكانيكية؛ فإن نظرية النسبية الأينشتاينية ستساهم بشكلٍ مباشرٍ في إعادة ترتيب تلك التأويلات..

من المعتاد في التأريخ للفكر الغربي عمومًا، والفلسفة خصوصًا، البدء من حقبة ما قبل الميلاد، حقبة اليونان، سواء تعلق الأمر بلحظة التفلسف الأولى مع طاليس و"ميلاد الإنسان المتعقل للوجود" أو ما قبلها، والملاحظ أن الأمر سواء عند منظري القطيعة أو التراكم، فالتأريخ للفكر الغربي بلحظة البدء اليونانية حاضر بقوة، قد يفسر ذلك بهاجس المركزية الغربية للفكر الغربي وأنه خالص لا يستمد أصوله من أي فكر شرقي "المعجزة اليونانية".

لا شك أن ما يميز الإنسان حقًّا عن بقية الكائنات، هو ذلك الوعي بتاريخه، وبقدرته على تسجيله وقراءته والاستفادة منه، ومن ثَمَّ وجب في كل مراحل حياة أي إنسان منذ نعومة أظافره، الاهتمام بقراءة التاريخ، سواء تاريخ أمته للتعرف على إنجازات أجداده وآبائه، أو تاريخ العالم شرقه وغربه للتعرف على إنجازات شعوب العالم الأخرى..

تعتبر العلاقة الجدلية بين الدين والعلم من أهم مقولات فلسفة الدين، إذ تبحث عن العلاقة القائمة بينهما من جهة التوافق ومن جهة التعارض، وبيان لغة ومنهجية كل منهما، فضلًا عن تأثير كل منهما في الآخر، ودراسة إمكانية الجمع بين نتائجهما..