ابن كلّاب والمحنة

«ترجمات»

لأن محنة أحمد كانت حدثًا فاصلًا ومشهديًّا في تاريخ علم الكلام والجدل العقدي، لم تنقض أحداثها إلا وقد أعادت رسم المشهد العقدي، وأحدثت نقلة نوعية في تاريخ تطور المذاهب العقدية والكلامية، ولأن ابن كلاب كان -على إثر هذه المحنة- أحد أهم الأسماء التي طفقت إبان المحنة تتلمس طريقًا بين المتنازعَين المعتزلة وأهل الحديث.

جمع فان إس في هذه الدراسة كمًّا كبيرًا من النقول، حاول من خلالها رسم صورة مفصلة لمذهب ابن كلاب الكلامي من جهة، والواقع المحيط به اجتماعيًّا وسياسيًّا ودينيًّا من جهة أخرى، مستخدمًا في ذلك ما يمكن أن أسميه (التوسم التاريخي)، وهو محاولة لرسم صورة كلية من تفاصيل قليلة، من خلال الربط المنطقي والمعرفة التاريخية؛ للوصول إلى تفسيراتٍ محتملة أو غالبة، واللافت للنظر هنا ليس إيراد النصوص من كتب المقالات والمذاهب والخلاف فحسب، فهذا أول الواجب؛ ولكن تتبُّع موضوع البحث في غير مظانِّه من كتب الأدب والتاريخ ومصادر الشيعة والسنة، ودراسات الاستشراق المتأخرة