ينطلق الكتاب من أن حُسْن الإحاطة بالواقع الماثل للممارسة التفسيرية يلزمه حضور علم (علم التفسير)، تقوم قضيته على صناعة الوعي بهذه الممارسة في ميدانها التطبيقي، ويكون حاضنة لمُبَاحَثة كافة قضاياها، ويحاجّ الكتاب عن أن هذا العلم لم تجرِ العناية بتأسيسه لا قديمًا ولا حديثًا، وأن اصطلاح علم التفسير حين يُذكر فلا يُشار به لمثل هذا العلم، ولكنه يُستعمل للدلالة على أمور أخرى ينبغي التخلِّي عن وصفها بهذا المصطلح، وأن الحركة البحثية حول التفسير تنتظم في جملة مسارات بحثية متفرّقة وبعضها يعدُّ علومًا خاصّة، ما أورث هذه الحركة إشكالات على صُعد كثيرة، ويقدّم الكتاب محاولة تأسيسية لعلم التفسير، فيعمل على بلورة هذا العلم نظريًّا وتحديد موضوعه وغايته... إلخ، ويقدّم كذلك اشتغالًا بحثيًّا عمليًّا في محاور العلم التي جرى تحديدها.