محاكمات بدائع التحديث؛ الإصلاح العالمي والمادي للإسلام في عصر محمد رشيد رضا 1865-1935

«ترجمات»

لأن الحداثة قد اصطدمت بالحالة الفقهية التقليدية فأنتجت تساؤلات وأثارت نقاشات عديدة، في التعامل مع منتجات الحداثة وما يقبع خلفها من فلسفات ورؤى، وما ينتج عنها من تغييرات في بنى المجتمع العلمي للفقهاء وعلماء الدين.

يستكشف كتاب «محاكمات بدائع التحديث» الممارسات الفقهية الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عبر تحليل عدد مختار من الفتاوى، أصدر هذه الفتاوى محمد رشيد رضا، وهو شيخ شامي هاجر إلى مصر يُعد واحدًا من أهم الإصلاحيين المسلمين ذوي المعرفة التراثية في ذلك الوقت.

يقول أنصار رضا إنه واصل الإصلاح من خلال الفتاوى، في حين يرى منتقدوه أن عمله كان معرقلًا للإصلاح، ويهدف هاليفي إلى سبر كيفية صياغة قلم رضا وأنشطته السياسية للإصلاح العالمي والمادي للإسلام، بيد أن شخصية رضا يُنظر إليها عادة على أنها جزء من التوجه السلفي المعتدل في الإسلام الحديث.

يواصل العلماء والباحثون كشف الأسباب المعقدة وراء الخطابات الدينية المعروفة بالإصلاح الإسلامي الحديث، إذ أصبحت المناقشات الاستقطابية لغزًا في هذا المجال العلمي، فيرى بعض الباحثين أن الإسلام لديه ميل ذاتي للتكيف مع الإيمان السماوي، بشرط أن يتولى علماء حقيقيون وورعون مهمة التغيير، ويرى آخرون أن الإصلاح الإسلامي ليس أكثر من استسلام للحداثة الاستعمارية أو خضوع لمكائد قوى الهيمنة الإمبريالية، ويرون ذلك مغامرة وخيمة العواقب. لا يدخل هاليفي إلى هذه المنطقة الملغمة، لكن بعض جدله يدور حول فتاوى رضا المتعلقة بالمخترعات الحديثة (بدائع التحديث).