محمد عبده؛ الإسلام الحديث وثقافة الالتباس

«ترجمات»

لأن محمد عبده (1849- 1905م) مع كونه من أكثر الشخصيات بحثًا في الفكر الإسلامي الحديث. إلا أن جُل الدراسات حوله تركِّز على الإنتاج الفكري المنتج قَرابة نهاية حياته وتتجاهل أعماله السابقة. رغم ذلك، توضح المخرجات السابقة انخراطه المركب مع مجموعة متنوعة من التقاليد الفكرية الإسلامية، وتوفِّر فوارق دقيقة ووجهات نظر متباينة لعمله الإصلاحي.

يوسع هذا الكتاب فهمنا لعمل عبده الفكري من خلال تضمينه في «ثقافة الالتباس» (culture of ambiguity) للإسلام. بقيامه بذلك يعالج هذا الكتاب سؤال «لماذا يبدو إرث عبده الفكري متناقضًا وغير متَّسق وملتبس؟». كما أن القيام بدراسة النسب الفكري لأفكاره يبتعد عن نهج شائع في الدراسات الأكاديمية يقيس نجاح الإصلاحيين المسلمين المعاصرين من خلال مدى تشكيل أفكارهم وتأثيرها وتوافُقِها مع نماذج الحداثة الغربية.

يبتعد هذا الكتاب عن مثل هذا المنهاج، وبالتالي فهو يشارك في المساهمات الحديثة في الدراسات الإسلامية التي تسلِّط الضوء على ثقافة الالتباس الفكرية السائدة عبر التاريخ الإسلامي.

توفر ثقافة الالتباس هذه منظورًا مميزًا على مساعي عبده الإصلاحية وتدعونا إلى التخلِّي عن بعض المفاهيم المسبقة حول «الأرثذوكسية» (الأصولية المستقيمة) و«الهرقطة» (الابتداع) في الإسلام، أو التمييز البادي بين الدين و«العلماني». وعليه، فإن هذا الكتاب يقدم مساهمة أوسع لكيفية تناول التاريخ الفكري للإسلام الحديث ونسبه في الفكر الإسلامي ما قبل الحديث.